قصيدة البردة للصحابي الجليل كعب بن زهير
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
= مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
= إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ
الطَرفِ مَكحولُ
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
= لا يُشتَكى
قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً
= وَما
مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ
=
وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ
فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما
وَعَدَت
= إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ
أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ
لا يُبَلِّغُها
= إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ
يَسعى الوُشاةُ
بِجَنبَيها وَقَولُهُم
= إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ
وَقالَ
كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُهُ
= لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ
مَشغولُ
فَقُلتُ خَلّوا طَريقي لا أَبا لَكُمُ
= فَكُلُّ ما قَدَّرَ
الرَحمَنُ مَفعولُ
كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ
= يَوماً
عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني
=
وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ
مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ
نافِلَةَ ال
= قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ
لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ
الوُشاةِ وَلَم
= أُذِنب وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويلُ
لَقَد أَقومُ
مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ
= أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ
لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ
= مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ
تَنويلُ
مازِلتُ أَقتَطِعُ البَيداءَ مُدَّرِعاً
= جُنحَ الظَلامِ
وَثَوبُ اللَيلِ مَسبولُ
حَتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ
= في
كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيلُ
لَذاكَ أَهَيبُ عِندي إِذ أُكَلِّمُهُ
= وَقيلَ إِنَّكَ مَسبورٌ وَمَسؤولُ
إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ
بِهِ
= مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ
في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ
قالَ قائِلُهُم
= بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا
زَالوا
فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ
= عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ
شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ
= مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا
سَرابيلُ
بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌ
= كَأَنَّها حَلَقُ
القَفعاءِ مَجدولُ
يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم
= ضَربٌ
إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُ
لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُ
=
قَوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوا
لا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في
نُحورِهِمُ
= ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليلُ